الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية ميشال عون : الربيع العربي أقرب إلى "جهنّم عربي"... بورقيبة نصح الفلسطينيين بأن يأخذوا ويطالبوا .. واليوم خسرنا كل شي

نشر في  07 أفريل 2019  (20:11)

أشار رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون إلى أنّ “الربيع العربي هو أقرب إلى “الجهنم العربي” ، لأنّ الإرهاب ظهر ، والمنطقة لا تزال تعاني من تداعيات هذا الارهاب” ، مؤكّداً على ضرورة أن “تتوقف الحرب في المنطقة ، وأن تتم العودة الى الحوار ، الذي من شأنه أن يساهم في احترام المصالح المشتركة للدول” .

وقال عون في مقابلة مع القناة الوطنية التونسية : “نحن في لبنان اختلفنا في السياسة ولكن لم نختلف على الوطن ، وفي الحروب الجميع يكون خاسراً” ، لافتاً إلى أنّ “الاختلاف شيء والعداوة شيء آخر، ومهما اشتدت النزاعات بين العرب ، فإنّها يجب أن تبقى ضمن خانة الخلاف ، ولا بد للجميع أن يعي أنّ أي خسارة لأحد منهم فإنها تطاول الجميع” .

كما شدّد على قوّة العلاقة بين تونس ولبنان ، مؤكّداً أنّها “قائمة على قيم مشتركة تحترم حرية المعتقد وحق الاختلاف وليس الخلاف ، وحرية الرأي وفق ما تنص عليه الأصول الديموقراطية” .

وعدّد عون أوجه الشبه بين البلدين ، ومنها “القدرة على التخلص من آثار الحرب ، والوعي الذي تميّز به التونسيون من خلال تسليم المعارضة بالديموقراطية رغم الصعوبات والنكسات، إلّا أنّ تونس بقيت على الطريق القويم” ، مشيداً بالرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة الذي “نصح الفلسطينيين عند التفاوض مع الاسرائيليين ، أن يأخذوا ما يمكنهم اخذه وأن يطالبوا بعدها بالباقي ، ولكن من الصعب العمل بذلك اليوم لأنّنا خسرنا كل شيء” .

أما في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي ، فأكّد عون أهمية “توحيد الكلمة كعرب، أو على الأقل التنسيق حول قضية فلسطين والقدس” .

وأضاف : “القدس ضاعت والجولان أيضاً يضيع ، ونخشى من ان يأتي الدور على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانيتين” .

كما لفت إلى أنّه “ليس من المقبول تلّقي ضربتين على معالم الاسلام والأراضي المقدسة في القدس ، وسط صمت الجميع” .

وفي الأزمة السورية ، أشار عون إلى أنّ “سوريا كانت توصف بأنّها قلب العرب النابض، فماذا فعلنا بهذا القلب ؟ وإذا كنت ضد النظام، لا يمكنك قتل الشعب ، والشعب السوري هو الضحية” ، مؤكّداً أنّ “لبنان عايش ثلاث أزمات كبرى من الناحية الاقتصادية : الركود العالمي ، والحروب في المنطقة التي عملت على تطويقنا بالنار والحديد وهي كانت صعبة جداً ، إضافةً إلى أزمة النازحين السوريين الذين بات عددهم في لبنان اكثر من مليون ونصف المليون” .

وقال : “نحاول مع الدول الصديقة والشقيقة اعادة النازحين إلى سوريا في ظل الأجواء الآمنة في كل المحافظات السورية ما عدا ادلب” .

ولفت إلى زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اذا قال أنّه “يبدو مقتنعاً بوجوب عودة النازحين ، وهو ما قاله في شهادته أمام الكونغرس” ، مؤكّداً مشيراً إلى أنّ “الولايات المتحدة وروسيا بات رأيهما الأكثر ترجيحاً في ميزان القوة الدولية” .

وتحدّث عون عن لبنان الذي يوصف غالباً بـ”مفتاح الشرق” ، فقال : “بحكم اقامتي في اوروبا، قلت عن لبنان أنّه قلب للغرب وعقل للشرق ، ذلك أنّنا في لبنان أخذنا من العقلانية الأوروبية واعطيناها من عاطفتنا الشرقية ، والتوازن ضروري بين هذين العاملين” ، مشيراً إلى أنّ “لبنان متفوّق ثقافياً والدليل تعدد الجامعات من عربية وأميركية وفرنسية” .

وأضاف : “عانينا في لبنان تجارب أحداث سبعينيات القرن الماضي ، وأدركنا أنّنا خسرنا الكثير وتسامحنا مع بعض ، لكنّ أثر الجراح في المجتمع اللبناني بقيت ، وعلمنا كيفية السيطرة عليها . لذلك ، استطاع لبنان أن يحافظ على استقراره رغم الحروب التي اندلعت حوله أخيراً” .

النهار اللبنانية